تحتفل العاصمة بإقامته

تحتفل العاصمة بإقامة ضیفه الکریم

بعدما أحطت رحاله عاصمة البلد استقرّ الجنان فی أحضان الوطن، بدأت الوفود جماعات و فرادی تتقاطر من کل صوب نحو إقامته البهیجة سیّما الأعداد الکبیرة من العلماء الإفاضل و الطلاب المشتاقین بلقیاه تتوافد من أصقاع البلاد.
و بعد الترحاب الرؤوم الذی استمر أسابیع، شرع سماحته بحمل أعباء التدریس و التبلیغ و الإرشادات الیومیة.
قام المرجع الکبیر بتبأسیس المراکز العلمیة والثقافیة و التربویة و طلب ممن هو جدیر بأداء المسئولیات علی تطبیق و إجراء البرامج المبرمجة فی تلک المراکز و الهیئات و فی نفس الوقت کان سماحته یقوم بحلّ المعضلات و قضاء الحوائج للمؤمنین و للأخوة من أهل السنّة فی البلد أیضاً.
إستمرّت خدمات هذا العالم الجلیل فی مدینة کابل مدّة سبع سنوات دؤوبة ومن جملة تلک المشاریع المضیافة:
1ـ تأسیس الحوزة العلمیة جامعة الإسلام فاحتضنت عشرات من الطلاب للعلوم الإسلامیة فی مراحل عدیدة.
2ـ تأسیس مسجد الإمام الخمینی(ره).
3ـ تأسیس مکتب المسائل الشرعیة و قضاء الحوائج لعامة الناس.
ومن أهم البرامج التی کان سماحته یهتم بها هی إقامة مجالس العزاء فی شهر محرّم الحرام و صفر المظفر و أیام الجمعة و شهر رمضان المبارک، و کذلک کانت الإحتفالات الدینیة و کذا إقامة صلوات الأعیاد  فی هذا المکتب و فی غیره تحت إشرافه المباشر.
و کانت هذه الشعائر الاسلامیة لها التأثیر البالغ فی نفوس المسلمین الشیعة و السنة فی البلاد، و من نافلة القول أن هذه المجالس و الإحتفالات و الشعائر قلما کانت تقام فی المدن الأفغانیة إلی أن کان سماحته بلور ها و شجعّ أبنائه الطلبة والعلماء المعاصرین له بالأهتمام الشدید فی القیام لترویج هذه المجالس والنذورات، وبالتالی کانت نتائج هذه الفعّالیات و النشاطات الثقافیة واضحة فی الأوساط الشیعیة و أهل السنة، فکانت العقیدة الإسلامیة الصافیة تترسخ و تتعمق فی قلوب الناس أکثر فأکثر، و لا نجازف إن قلنا إن أصداء تلک الحفلات و الندوات لازالت تعطی ثمارها و تتمتع فئات الشعب الأفغانی منها علی الدوام.
جدیر بالذکر أن الحوزة العلمیة فی مدینة کابل کانت آنذاک توازی الحوزة العلمیة فی النجف الأشرف و فی قم المقدسة علماً و عطاءً و تربیة لجیل من الطلاب الأفاضل لأنها تحتضن أساتذة أقویاء أمثال: آیة الله العظمی الشیخ المحقق الکابلی، و آیة الله العظمی السید سرور الواعظ البهسودی، و آیة الله الشیخ محمد أمین الأفشاری، والمفکر الأسلامی الأستاذ الشیخ إسماعیل المبلغ، و المفکر الثوری الشیخ بصیر و عدید من الأفاضل الکرام الذین کانوا یتصدون الدروس العالیة فی المرحلة الداخلیة فی الحوزات العلمیة، وکما کانوا یدافعون عن العقائد الحقة للإسلام العزیز تجاه هجمات همجیة لطلاب الجامعات الذین تأثروا بالأفکار الشیوعیة و المارکسیة فی تلک الآوانة حیث کان النظام الشیوعی البائد یتأهب للأنقلاب العسکری فی البلد وکان فی الخفاء یدعم هؤلاء الطلبة الجامعیین بمزید من الدعم المالی والمحافل السیاسی و الثقافی، فهؤلاء العلماء المخلصون و فی رعبلهم الشیخ المترجم له یدافعون عن الدین الإسلامی بکل بسالة و ثبات جأش دون أدنی توانٍ فلله درّهم.