بعد سقوط النظام الشیوعی فی أفغانستان و إنتصار المجاهدین فیها قررّ سماحة آیة الله العظمی الشیخ قربان علی المحقق الکابلی دام ظلّه أن یعود إلی وطنه بعد أن أمضی أربعة عشر عاماً فی المهجر، کما أن عودته من النجف الأشرف إلی أرض الوطن کانت مصیریة کذلک هذه المرة و هذه العودة تکون لسماحته فصلاً جدیداً فی حیاته الملیئة بالعلم و التدریس و الکفاح و النضال المستبسل، سیّما إذا لاحظنا الحاجة الشدیدة من الشعب المخلص المضطهد لهذا العالم العامل لأن ّ بقاء النظام الشیوعی البائد فترة تسلّمه الحکم فی البلاد قد خلّف ورائه الکثیر من التغیّرات الأیدولوجیة و الثقافیة التقلیدیة المستوردة، و تغییر هذه القضایا لایمکن الاّ بوجود مرجعیة معتمدة فی الأوساط الشعبیة و الرسمیة فی البلاد، لأن العلماء کما فی الروایات عن المعصومین(ع) هم ورثة الأنبیاء، فهم الساسة القادة و الذادة بعد الأنبیاء و المعصومین(ع) و المرجع الکبیر الشیخ المحقق الکابلی من هؤلاء العلماء الذین لهم الولایة للموالین و علی الموالین الموالاة له فی التعرف علی الدین و العمل فیه.
و علی ضوء مامرّ قررّ سماحته فی 20/2/1371 ـ 1993 السفر إلی کابل و بعد الوصول هناک أقام فیها مدة سنة فی أحلک الظروف السائدة فیها لوجود الأیادی المأجورة التی کانت تحرض بعض الفصائل العمیاء لمحاربة و استئصال الشیعة فی البلاد لکی لایشارکوا الحکم فی إدارة البلاد و العباد! و من هذا المنطلق کانت الهجمات الشرسة تشعل نارها بین حین و أخر فی العاصمة کابل سیّما فی غربها المنطقة السکنیة الشیعیة «دشت بَرچی» حیث استشهد فی هذه الحروب المفروضة عشرات الآلاف من الرجال و النساء و الأطفال العُزّل و تم تدمیر السکنة شبه الکامل! و لازالت آثار الدّمار باقیة الی الیوم کما حصلت سابقاً نعم فی مثل هذه الوقائع المحزنة کان الشیخ المحقق الکابلی ظل یقاوم البقاء هناک لدعم المؤمنین بأی طریقة ممنوحة و بأی وسیلة ممکنة.
إن سماحة آیة الله العظمی الشیخ المحقق الکابلی دام ظله فی ظرف تواجده فی کابل قد حصلت أمور عدة:
1¬. إقامة صلاة الجمعة حیث هی العبادة السیاسیة فی الإسلام و تظهر فیها رموزالوحدة و القوة و وحدة الصفوف و التآلف و المحبة و التعارف و الإلتزام المستمر، و من نافلة القول أن سماحته کان ملجّأً بإقامتها ولو فی أصعب الظروف التی کانت تحیط العاصمة سیّما المنطقة الشیعیة! فکانت الأعداء تحول دون إقامة الصلاة من خلال القصف الصاروخی مستهدفین المناطق السکنیة التی فیها المسجد و المناطق المکتظة بالسُکّان.
2¬. تم إستهداف المسجد الذی أقیمت فیه صلاة الجمعة بالقصف الصاروخی مرّات عدیدة لکن بعون الله سبحانه لم یتضرر کثیراً الاّ أن الشظایا المتناثرة للمنفجرات أصابت جمعاً من المصلین فأسفرت بالجروح الطفیفة.
3¬. أصابت عدة صواریخ المنزل الذی کان سماحته یقیم فیه و تم تدمیر قسم منه و فی الوقت نفسه أصیبت المنازل المجاورة بصواریخ عدة فاستشهد عدد من الموالین جراء ذلک. و باختصار أن تواجد سماحته فی العاصمة کان شوکاً علی عیون الأعداء الذین ما کانوا یتحملون وجوده الشریف. و بطبیعة الحال حضوره المبارک کان أمراً مصیریاً للمؤمنین المظلومین فی البلاد.