حول تطورات العالم العربی
إنـّنا و بحکم الإسلام نشجب بشدّة هذه الظلامات و الاعتداءات السّافرة المخالفة للقوانین الدولیّة بحقّ الشّعب البحرینی، و نطالب حثیثاً المجتمعات الدولیّة سیّما منظّمة المؤتمر الإسلامیّة، جامعة الدّول العربیّة، رؤساء الدّول الإسلامیّة، العلماء العاملین فی الإسلام، الجمهوریّة الإسلامیّة الإیرانیّة، جمهوریّة العراق، و جمیع المنظمات المتحرّرة فی العالم باتـّخاذ خطوات و إجراءات لازمة للحدّ دون القـتل و النـّهب و السّلب من الشّعب المظلوم فی البحرین!

 بسم الله الرّحمن الرّحیم
اللّهمّ إنّا نشکو إلیک فقد نبیّـنا صلواتک علیه و آله و غیبة ولیّـنا و کثرة عدوّنا و قلّـة عددنا و شدّة الفتن بنا و تظاهر الزّمان علینا.

حول تطورات العالم العربی
بـیان هــامّ لسماحة آیة الله العظمی الشّیخ المحقق الکابلی دام ظله الشّریف حول تطوّرات العالم العربی خصوصاً العدوان العسکری علی البحرین
.


تزامنا مع إطلالة السّنة الشمسیّة الجدیدة: 1390 التی تحتفل فیها عدّة دول إسلامیّة فرحاً وسروراً، لکن و مع الأسف الشّدید نحن المسلمون نشاهد الأحداث الألیمة المفجعة التی ترتکبها الحکـّام الظالمة العمیلة للاستکبار العالمی بحقّ الشّعوب الإسلامیّة ردّاً علی المظاهرات و الإحتجاجات السلمیّة و ردّاً علی نداءاتهم و صرخاتهم و هتافاتهم لمطالباتهم الحقوقیّة الطبیعیة؟ کانت هذه الأحداث هو القتل الجماعی و التـّشرید و التـّهجیر و التـّدمیر و الاعتداء السّافر المشین بحقّ هذه الشّعوب الأبریاء العُزّل من الرّجال و النّساء و الأطفال فی: البحرین و لیبیا و الیمن و غیرها من البلدان العربیة، فی مرآی و مسمع القوی العالمیّة سیّما أولئک الذین یدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان!
و من الواضح الذی لا غبار علیه هو أن هذه المظاهرات کانت سلمیّة بحتة إذ لا یملکون المحتجّون سوی نداءات و صرخات تطالب الحریّة و الدّیموقراطیة العادلة الشاملة علی جمیع أرجاء بلدانهم! و کان ردّ فعل الحکام بدل الرّضوخ و الإجابة علی مطالبهم الشّرعیّة هو إطلاق النـّار و توجیه الرّصاصات علی صدور النـّاس الأبریاء! بل أکثر تغطرساً هو التجییش و نشر القوی القامعة و الدّبابات و المجنزرات و الأسلحة الفتـّاکة تجاه أصحاب الحقّ تنفیذاً لأوامر أسیادهم الأجنبیّة الاستکباریة العالمیّة.
و الأنکی من کلّ ذلک هو أنّ السّلطة الغاشمة لآل الخلیفة فی البحرین التی هی فی طریق السّقوط طلبت من جارتها النظام الوهّابی لقمع شعب البحرین المتحرّر!
أیّها الأحرار فی العالم! إنـّه تندی الجبین حینما ترتکب النظام الوهّابی أبشع الجرائم بحقّ شعب البحرین المظلوم و هذا النظام یدعی أنـّه خادم الحرمین الشریفین! أوَ لیس شعب البحرین ممّن یوحدون الله تعالی و یؤمنون برسالة خاتم النبیّین محمّد صلّی الله علیه و آله وسلّم و یتـّبعونه؟ و ألیس هم ممّن یتوافدون بقوافل متقاطرة إلی الحرمین الشریفین کلّ عام؟ فبأیّ ذنب یُقـتلون؟ و بأیّ جرم یُشرّدون؟ و لماذا تـُهتک حرماتهم فی الشّوارع و الزّقـق و المستشفیات و البیوت؟
إنـّنا و بحکم الإسلام نشجب بشدّة هذه الظلامات و الاعتداءات السّافرة المخالفة للقوانین الدولیّة بحقّ الشّعب البحرینی، و نطالب حثیثاً المجتمعات الدولیّة سیّما منظّمة المؤتمر الإسلامیّة، جامعة الدّول العربیّة، رؤساء الدّول الإسلامیّة، العلماء العاملین فی الإسلام، الجمهوریّة الإسلامیّة الإیرانیّة، جمهوریّة العراق، و جمیع المنظمات المتحرّرة فی العالم باتـّخاذ خطوات و إجراءات لازمة للحدّ دون القـتل و النـّهب و السّلب من الشّعب المظلوم فی البحرین!
کما أوصی للشّعب المجاهد فی البحرین الإسلامی أن یحافظوا علی وحدتهم شیعة و سنّة إذهم إخوة فی الإسلام و لهم بلد واحد و حیاة مشترکة أن یستمرّوا بمقاومتهم ضدّ الحاکم الخائن لهذا البلد الجریح، إخوتی فی الإیمان، اعلموا یقیناً و ثقوا بالله عزّ و جلّ أنـّه سیهزم أعدائه و ینجز وعـده و ینصر عباده و بشائر النصر الإلهیة فائحة ألیس الصّبح بقریب؟
و أخیراً أعزّی و أبارک الحجّة المنتظر عجّل الله فرجه الشّریف و الأمّة الإسلامیّة سیّما الشعب البحرینی و علی الأخصّ عوائل الشّهداء باستشهاد کوکبة من أولئک المجاهدین طابت أرواحهم الزّکیّة سائلاً المولی العلیّ القدیر للشّهداء علوّ الدرجات و المنازل الرّفیعة و أن یسکنهم فسیح جناته، کما أسأله تعالی أن یکرم بالشّفاء العاجل للجرحی و المصابین و أن ینصر المجاهدین فی کلّ مکان سیّما الأبطال البواسل فی البحرین الحبیب، و السّلام علی عباد الله الصّالحین و رحمة الله و برکاته.

الحوزة العلمیّة فی قـم المقدسة
الشیخ المحقق الکابلی
12 / ربیع الثانی / 1432هـ
الموافق:17/3/2011 م